
المنطق يقول بأن الإنتر قدم مباراة كبيرة على مستوى الدفاع في نصف نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، ونجح في استغلال الهجمات المرتدة والكرات الثابتة ببراعة، ولم يخفق لاعبوه في تجسيد ثلاث منها إلى أهداف.
ووجب علينا هنا أن نعترف بأن فصيل كتيبة إنزاجي الدفاعية استحق التعادل والخروج بأقل الأضرار من جحيم لويس كومبانيس، نظير قبولهم صاغرين بالتموضع رغما عنهم في مناطقهم الخلفية، حتى أنهم كانو على وشك الإستعانة بالمصورين وحاملي الكرات ورجال الأمن وكل من يقف خلف مرمى يان سومير للإنصمام إليهم، ولعلهم يفعلون ذلك هناك في الجيوزيبي مياتزا.
مشجعو الإنتر العقلانيون؛ ناهيك عن مدربهم سيموني إنزاجي، يعلمون تماما، أن أفضل تكتيك وطريقة لعب أمام هجوم مرعب لا يرحم يقوده فتى صغير أسمه لامين جمال، هو الدفاع ثم الدفاع ثم الدفاع ولا شيء غير ذلك، فهولاء الفتيان الصغار لا مجال للاحتفاظ بالكرة أمامهم، فقط تفرج وأستمتع بما يقدمون، وحاول أن تخطف منهم الكرة كلما أتيح لك ذلك، وأنطلق مسرعا نحو مرماهم وبأقل عدد من اللاعبين، وأقطف ما أستطعت من ثمار شباكهم، وحذاري أن ترمي بكل ثقلك نحو مناطقهم الخلفية، وإلا فأنت بذلك شرعت على نفسك أبواب الجحيم، فهولاء الصغار لا يستمتعون وحسب بقطف الثمار، بل ويفسدون منابتها ويجرفون تربتها ويذلون ملاكها.
ما زالت هناك جولة في السانسيرو، حينها سيستعيد الصغار بعضا من عافيتهم ومخزونهم البدني الذي استهلكوه في ليلة الكأس، ليلة إذلال الملوك.
تصويبة عالطاير
برشلونة خرج مرهقا من موقعة نهائي الكأس محملا بالجراح والإصابات، مما أثر على عطاء اللاعبين بدنيا، الخيارات محدودة على مستوى خط الدفاع، وهذا ما يؤرق فليك ويدفعه للعب بأسلوب الضغط المتقدم، وتبقى مشكلته العويصة في الخيارات غير المتاحة، فهو لم يستوعب بعد فقدان بالدي عقب إصابته أمام ليجانيس في الجولة 31 من الليغا، وإذ بكوندي يلحق به، لتزداد الضغوطات أكثر على الفريق فيما تبقى من مباريات هذا الموسم. المهمة تبدو جد صعبة ولن نقول مستحيلة، فهل سيزيح برشلونة إنتر من طريقه ويسحق الريال مرة أخرى في إياب كلاسيكو الدوري، ويظفر بالليغا والتشامبيونز ليغ، في ظل هذه الظروف الصعبة؟.
الأيام القادمة كفيلة بإثبات ذلك.
*إعلامي رياضي ليبي